موضوع حول حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم على أهل الكتاب في التوراة والإنجيل

                                                                نبذة الناشر:
يشهد عصرنا الحاضر انتشار ثقافة الحقوق وترسيخها عالمياً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى وفي الوقت نفسه تتزايد حملات الإساءة للإسلام، الصادرة من الغرب على وجه الخصوص، والتي منها ما بات يتطاول بشكل سافر وغير مسبوق على مقام وشخص النبي (ص)، ولذا جاءت فكرة هذا الكتاب لاقتحام ميدان يزدحم بالفرص والتحديات.

أعد الكتاب الأستاذ: عصام بن أحمد حسين مدير (باحث في مقارنات الأديان)، وأ. د. ليلى بنت صالح محمد زعزوع (جامعة الملك عبد العزيز)، بهدف استدعاء الموروث التوراتي والإنجيلي المتعلق بالبشارات الواردة عند أهل الكتاب عن الرسول (ص).

انطلاقاً مما تقدم ونظراً لتعدد الجوانب التي تناولتها تلك النبوءات الكتابية من وصف خاتم الأنبياء والمرسلين قبل مبعثه بقرون، فإن كتاب "حقوق الرسول على أهل الكتاب في التوراة والإنجيل"، يُعنى فقط بـ ما ارتبط من تلك البشارات بحقوق سيدنا محمد (ص) على أهل الكتاب والمنصوص عليها في الكتب المقدسة السابقة، والانكار بذلك على المتطاولين منهم على المقام النبوي الكريم، مع تعريفهم بحقوقه عليهم من كتبهم المقدسة.

وفي هذا السياق يذكر المؤلفان من حقوق الرسول (ص) على أهل الكتاب: اتباعه وتصديقه والشهادة له والنهي الوارد في كتبهم عن الإساءة لمقامه الكريم، والوعيد الشديد لكل من يناوئ دعوته ويصد عنها، مما يؤكد أنه (ص) علامة العهد وجوهر الميثاق، الذي أخذه الله على الأنبياء والرسل وأتباعهم من قبله للإيمان به ونصرته.

انطلاقاً من تلك الرؤيا يؤطر هذا الكتاب الصورة العامة لـ حقوق الرسول (ص) على أهل الكتاب كما وردت في أسفارهم (التوراة والإنجيل وما يلحق بهما من كتب مقدسة لدى اليهود والنصارى)، وقد جعلها المؤلفان في ـمجموعتين:

المجموعة الأولى من حقوق الرسول على أهل الكتاب، وهي تليق بحال من لديه الاستعداد والقبول للإيمان به (ص) وهي ثلاثة حقوق: 1- الإيمان بنبوته وتصديقه فيما أخبر عن ربه 2- الشهادة له بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين. 3- اتباعه وطاعته.

أما المجموعة الثانية من الحقوق، هي التي تناسب حال من يرفض الإيمان بمحمد (ص) ويجحد نبوته وهي ثلاثة: 1- الإقرار بورود ذكره في بشارات الأسفار. 2- عدم مناوئة دعوته أو فتنة أتباعه لإخراجهم من دينه. 3- عدم الاساءة إلى شخصه ولا إلى مقام نبوته. وسيجد القارئ لهذا الكتاب تفصيل ذلك وفق المشترك الديني بين الإسلام وبين أهل الكتاب من اليهود والنصارى من زاوية الحقوق وفق منهجية "مقارنات الأديان" التي اتبعها المؤلفان قاصدين بذلك الانتقال بالقارئ من دائرة البحث العلمي إلى ميادين الجدل الديني والحوار الحضاري، ومن ثم إلى دائرة أكبر من ذلك، حيث يوصي المؤلفان "باستصدار اعتراف رسمي معلن من الهيئات الدينية اليهودية والنصرانية المنصفة بهذه الحقوق النبوية، فإن هم رفضوا حق تصديق النبي (ص) فيما أخبر، وأبوا اتباعه والشهادة له، فإن أقل ما يُطالبون به بحسب كتبهم المقدسة لديهم أن ينتهوا عن الإساءة له، وهذا أدنى مراتب حقوقه (ص) على أهل الكتاب".